السبت، 29 مايو 2010

كيف تربي طفلك 4

يقوم الأهل،بالتربية الجنسية ليس بكلامهم وحسب، بل بكيانهم كله، بخبرتهم المعاشة، ومشاعرهم الحميمة، بموافقتهم لا الذهنية وحسب، بل الحياتية أيضاً وخاصة تلك التي تتكشف من خلال نمط كلامهم عن هذه الأمور ونبرة صوتهم إذا تحدثوا عنها، كما ومن أسلوب تعاملهم الزوجي.

هذا لا يعني بالطبع أنه يطلب من الأهل أن يكونوا قد بلغوا تمام النضج العاطفي أو الانسجام الزوجي كي يتمكنوا من تقديم تربية جنسية سليمة لأولادهم: إنما المطلوب منهم أن يكونوا سائرين فعلاً على هذه الدروب.

هذا ما أوضحته المربية برناريت ده لارج في دليل للأهل وضعته عن التربية الجنسية التي ينبغي أن تعطى منهم لأولادهم الذكور في المرحلة التي تبدأ في الثامنة من عمر هؤلاء فقد قالت:
"إن حياتنا بعيدة عن الكمال. فالمثال الأعلى هو تحديداً ما نسير نحوه دون أن نبلغه أبداً”.
ومع ذلك فإذا بقيت لدينا القناعة بأن الحب محوري في حياتنا، وأنه يمثل ما هو جوهري فينا، وأنه يُكتسب ويتقدم وينبني كل يوم، فلا داعي للأسف إنما ينبغي أن نتابع الطريق.

إن الشهادة التي يترتب علينا أن نقدمها هي إذاً شهادة الإيمان بالحب، ذلك الإيمان الذي لا تحول دونه رتابة الحياة ولا صراعاتها.

المهم بالنسبة لأولادنا أن يلاحظوا فينا سعياً إلى التقدم في التعارف والحب المتبادل.
فالأولاد يشهدون مشاجرة ولكنهم يشهدون أيضاً عودة إلى التفاهم، يشهدون صراعات (قد تكون مسلحة) ولكنهم يشهدون أيضاً تحركات نحو مصالحة فرحة، يشهدون لحظات نرفزة وتوتر لكنهم يشهدون أيضاً معانقات وقبلات مفعمة بالمحبة الحية".

"في هذه الحالة، يكون الوضع سليماً"
هذا وإن مسؤولية التربية الجنسية التي تقع على عاتق الوالدين تشكل حافزاً لهم على السعي إلى إكمال تربيتهم الجنسية الذاتية ومراجعة مواقفهم حيال الجنس ونوعية علاقاتهم الزوجية . من هنا فائدة مطالعاتهم لكتب عن التربية الجنسية وعن الجنس بشكل عام وضرورة الحوار الزوجي الصريح حول هذه الشؤون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق